مع نهاية كل عام، يحتفل العالم ببداية عام جديد على أمل أن تتحقق فيه بعض الأمنيات، لكن الحال في سوريا ليست كذلك. للسوريين تحت وطأة الحكم الديكتاتوري والفقر والفساد، أحلام متراكمة مذ كانوا أطفالاً، وقد تصبح اليوم منسيّة.
أكتب بصفتي أحد الشباب السوري ومن جيل الثمانينات، وهو من الأجيال السورية المهدورة بسبب الحرب. فما أن بدأت ملامح تحقيق بعض من أحلام الشباب بالظهور حتى عاشوا أول صدمات حياتهم وأكبرها، مع نهاية مبكرة لحلم انتفاضة سلمية في سوريا، وبداية حرب قاسية أشعلها نظام الأسد ثم الدول الإقليمية وأذرعها في الداخل السوري حتى لحظة كتابة هذه السطور، والنتيجة سبع سنوات من العمر المهدور، فهل نحتفل بالسنة الثامنة؟
كثفت خلال الأيام السابقة من اتصالاتي مع العائلة ومن تبقى من الأصدقاء، ولنهاية العام مساحة واسعة من أسباب هذه الكثافة. ومع بداية كل اتصال نبدأ الحديث عن الصحة على اعتبار أنها أهم شيء، ثم نعرّج على مواضيع كثيرة.