Posts Tagged ‘حرية’

نعم، أشعر بالوحدة ، مثلي مثل العديد من المواطنين السوريين …نشعر بالوحدة .

لايتعلق هذا الشعور فقط بما آلت إليه الثورة بعد العام 2011، حيث اعتاد السوريون على الشعور بالوحدة حتى أصبح جزءاً لا يتجزء من كيانهم النفسي و حياتهم العملية.

أعود إلى الوراء سنوات عديدة ، خمس ، ست ، و عشر سنوات بل أكثر ، وأنظر إلى نفسي كمواطن سوري…………………………………من أنا من بعد حريتي المسلوبة؟

يأتي العديد من المواطنين المتماهين مع “الأنظمة الحاكمة في سورية” ليحاولوا التضييق علي:

( شفت كيف صار ؟ ما قلنالك هيك رح يصير ؟ شفت الإسلاميين شو عملوا؟ شفت المعارضة بتركيا شو عملت؟………..شفت ملايين الدولارات كيف راحت؟ شفت الثورجي فلان طلع حرامي؟ شفت الثورجية فلانة تركت بيت أهلها؟…….شفت أنو نحنا على حق ؟ شفت أنه الأسد أو لا أحد ؟ شفت حزب الله ؟ شفت ايران وروسيا أنهم ما رح يسكتو؟…….شفت القذائف يلي عم يزتها الارهابين على الشام ؟ شفت كيف انتصرنا على العدوان “السلاسي” ؟ شفت مختبرات الكيماوي تبع جيش الإسلام ؟

أهدأ قليلأ بل أكثر من القليل…بقليل، أنظر في أعينهم لأحاول فهم تركيبة العصيات  والمخاريط في كرات عيونهم اللعينة.

لم يعد التفكير بما يقولون عنه ( #شفت ) يعنيني منذ زمن، فهم لم يكونوا جزءاً من الحراك السلمي يوماً من الأيام ، و لم يحملوا على عاتقهم فكر التغيير نحو الأفضل بل استطاعوا بفضل تعنتهم و خوفهم أحياناً أن يغيروا نحو الأسوأ بجدارة لا مثيل لها.

لم أعد أجادل أحداً حيث لا نفع له مطلقاً ، أفكر في حال وطني سورية المجزء إلى كانتونات طائفية وجغرافية

أفكر في حال بعض السوريين الذين استغلوا الحراك السلمي و أصبحوا نشطاء وهميين على القنوات الفضائية وصفحات الفيسبوك و تويتر، أفكر في الكثير من ضحايا الحرب التي شنتها الأنظمة الحاكمة بلا رحمة على الرضع والرجال والنساء و الشبوخ، ولعل أخطر ما أفكر به هو كيف سوف تكون نظرة الأجيال القادمة إلى المحاولة الثورية الفاشلة في سورية، و كيف ستكون نظرتهم إلى الممارسات الفاشية للأنظمة الحاكمة فيها.

ما يريحني قليلاً هو ابتعادي عن الجدال العقيم حيث أني و بسهولة أستطيع سرد عشرات الأجابات على المتماهين مع الأنظمة الحاكمة … لكني سأواجه و أنا أشعر بوحدة عارمة، سببها الفشل المرحلي للثورة و عدم وجود كيانات سياسية حقيقية، ولا مساءلات وعدالة للذين وضعوا أنفسهم أوصياء على السوريين وثورتهم…….و لا محاولات مدنية جمعية لتكون درعاً متيناً في وجه الأنظمة الحاكمة، لعلها تصبح الأمل الجديد لكل سوري وحيد.. عندها نستطيع بسهولة أن نعمل (#شفت_ديليت) لأفكار كل هؤلاء المرتزقة.

مروان كيالي

26/04/2018.

ليست المرة الأولى التي الحق فيها الأمل، فالسنوات الماضية كانت كفيلة بأن اخترع أي شيء يدعوني إلى الأمل حتى لوكنت على يقين بعدم استمراره لمدة لا تزيد عن مرحلة جديدة من البحث عن أمل جديد.

هذا هو حالي ولست في وارد التعميم لكني اعتقد أنه لولا الأمل لما كنت لاكتب عنه الآن.

حاجز تلو الآخر لم استطع عبره حتى أن اعيد بطاقتي الشخصية إلى محفظتي المهترئة، لا بأس فالأحداث كفيلة بأن تجعلني اتجاوز هذا المشهد، وألا يتم تضليلي في بحثي الحقيقي عن الأمل.

ثلاث ساعات لم أشعر بها. أشخاص مسلحون، ومدنيون “آخرون” ينزلون لأجل “التفييش” ويعود البعض منهم إلى الحافلة.

ثلاث سنوات انتقلت بها من مكان لآخر في سعيي “المشكور” دون ملل لكن .. وتعب.

لم أعد اهتم للفصول الأربعة التي يتغنى بها الكثيرون في سورية ويعتبرونها من ميزات الوطن،   فـ ” بيتزا الفصول الأربعة” تعد أكثر أهمية كونه يوجد اجماع سوري على مذاقها أما الفصول السورية باتت تفرقنا فلماذا اهتم بها؟

اقتباس: ” نزار قباني – لا أستطيع أن أكتب عن دمشق، دون أن يعرّش الياسمين على أصابعي  “.

ليست هي بلحظة واحدة التي مكتني من الاقتباس رغم الاختلاف، بل ما شاهدته كان ومايزال يأخذي إلى تعبير آخر ويخذلني نَظمه. بدأت الأعشاب، و الحشائش، والأزهار الجميلة منها والقبيحة تعرش على السواتر الترابية لجيش النظام، والفصائل المناهضة “ لم تناهض؟!! لم أعد أعلم“، و فوق ركام البيوتات السورية لموالين كانوا أم غير موالين، فماذا تريد أن تقول لي هذه النباتات؟.

أصغيت جدا” لتربتها الزكية، فهذا الساتر جرفته الآليات العسكرية من ركام البيوت المتهدمة فرفعته لمرتبة أعلى من صور الدكتاتور، وذاك الساتر حفرته الجرافات التي دفع السوريون ثمنها طوال عقود لكن ليس لتجرف تراب الوطن، فنثرتهم كالغبار، وذلك الساتر هو ماتبقى من أرض كانت مزروعة فحفرها المناهضون لكي يتمترسوا بها.

هكذا عرشت اللقاءات و النقاشات على السواتر الترابية دون أن تدري على أي ركام ولدت، بريئة هي من أي اتهام، نزيهة هي من أي تخوين.

هكذا أعلمني مغامر مجهول أن تلك النباتات باختلافها سوف تثبت جذورها عبر السواتر الترابية ومن دون قصد تكون قد ثبتت السواتر إلى الأبد.. خالفته الرأي وضحكنا، وكتبت ما كتبت بعنوان:

هكذا يعرش الأمل على السواتر الترابية.

خالد الدمشقي

دمشق 21-04-2017.

كان يا ما كان في (قريب) الزمان، وسالف العصر والأوان لحتى كان،

كان في صبية سورية اسمها ديما،

“ديما عملت،  ديما ساوت، ديما ظريفة، ديما حبابة، ديما بنت مسؤول سابق، ديما نشيطة، وضحكت ديما ، وأكلت ديما، وشربت ديما، رسبت ديما، نجحت ديما، وديما طلعت مظاهرة، وشاركت ، وما شاركت.. و عشقت ديما فلان، و تركها فلان، ديما طفلة، ديما قد حالها (كدعة)”

هيك كانت حياة ديما، صاخبة، ومليئة بالأحداث،

عرفت ديما،،،، وكانت بدها تبقى بسورية، تشاورنا مع العديد من الاصدقاء وغير الاصدقاء لحتى نحاول نعمل شي سلمي، وكنت شخصياً جزء بسيط من حلقة النقاش، الخوف من الفشل لاحقني (بصراحة ربنا)، وصار الفشل.

الفشل (عادي جداً) في محاولات الحراك السلمي، لكن بيبقى أثره (على المدنيين) أقل خطورة من فشل الحراك المسلح، لكن للأسف القتل أو الاعتقال هو ثمن بيدفعه الناشطين السلميين بشكل رئيسي.

ديما اعتقلت بسبب خطأ، صنفته براءة طفولة، إي ديما طفلة كانت بين أشخاص ادعى كتير منهم الرجولة، وكانت بسيطة أمام كتير آنسات وسيدات افتكروا للحظة أنهن قادة المستقبل يلي اتخللوا عنه بالأساس حتى ما يفقدوا الشهرة الافتراضية، أو فرصة لجوء دسمة…

ديما غلطت لكن ما أذت أي حدا، ديما شاركت لكن ما فضحت الدنيا، ديما زينت سوق (صاروجا في دمشق)، وسايرت كتير أشخاص مريضين نفسيا مفكرين حالهم إما غيفارا أو عمر بن الخطاب، ديما ما حكت على حدا بطريقة سيئة حتى لو كان سيء، و لا جاملت أي شخص لأنها ببساطة مابتريد هاد الشي.

اعتقلت ديما، وبدوامة المعارف الكتيرة، والصداقات الكتيرة ……..تخلى عنها الكل،

تحررت ديما بشرط السفر وبضغط من الوسيط الأساسي (العائلة)، وفعلاً هيك صار. ببساطة و برأيي كتير صار معهم هيك، في البعض قال عنها عواينية، و البعض حذفها عن الفيسبوك (ع أساس يعني كتير مهم الموضوع)، والبعض قام بالتشهير فيها، وبأخلاقياتها يلي بتشرف فيها كل صبية في العالم).

انغدرت ديما من شخص فكرته بيحبها، وتركت المنفى القسري لمنفى اختياري وتبرأت عيلتها منها.

ضحت ديما مشان أحد الذئاب يلي فكرته رجل. اعتادت ديما تضحي مشان أي قضية، والحب قضية بذاتها وبتستحق التضحية أكيد بقاموس ديما.

التقت ديما بالحبيب المفترض، القادم مؤخراً من الغوطة الدمشقية، وحامل معه افتراضات بأنه ثائر حقيقي،

التقيت فيه عدة مرات بالصدفة بالغوطة، وكان عم يدور على حشيش، وكان معفش بيت لجماعة هربوا من جحيم الخراب، لكنه مبسوط كونه عايش على حساب النظام، الكهرباء ما بتقتطع،  و المكيفات على قفا مين يشيل، وبعده ما عمل شي من وقت طلع آخر مظاهرة بمنطقة الميدان……مرة كان عنده واحد من المخابرات بس على قوله أنه هاد بيساعده (بالطلعة والفوتة LOL).

غدر ديما ببلاد الغربة، خانها وتركها ضايعة، لا شغل ولا بيت، ولا أهل،،

اتصلت مرة، ومرتين، بعدين ما عاد عرفنا عنها شي.

 مرضت ديما، وتوفت، كانت صديقتها معها بس، وكان صديقها الصدوق ببلاد اللجوء عم يحكيها دائماً خلال احتضارها.

تعالت أصوات الذئاب في الداخل والخارج، و أحدهم نعتها بالعاهرة ، وما أسهل الشتم من شخص جبان في بيته يختبئ وراء الفيسبوك.

أقيم المأتم الفيسبوكي، و حضرت العائلة لاستلام الجثة من بلاد المنفى، وتم نسيان ديما.

“كنت كعادتي في دمشق، أصارع مرضي اللعين، أتخيل حشودا من السوريين في الشوارع، أتخبط بين ثنايا حواري ساروجة والعمارة….رأيت نعوة باسم ديما في العديد من الشوارع الدمشقية. لقد نعتها حارات دمشق من ساروجة و حتى الحميدية، ومروراً بالتجهيز. وصولاً إلى الشعلان و الروضة.

 بكت عليها جدران دمشق، وهذا شرف لن يناله أي من ذئاب الغدر عندما يموتون. عويلهم لن يصل أبعد من غرفتهم.

 لا أعلم، شعرت بأن دمشق أعطت الرد الأمثل لهؤلاء الذئاب…لم تكن ديما من دمشق، كانت من غير محافظة لكنها كانت سورية أكثر بكثير من بعض ذئاب الثورة في دمشق.