مع هذا الكم الهائل ممايسمى منظمات المجتمع المدني، يسحق السوريون من جديد انسانياً ووجدانياً، فاليوم يتهافت الشباب السوري سواء داخل مايسمى بحض الوطن، أو داخل ما يسمى حضن الخيانة على الاشتراك وتأسيس والحصول على تمويل من أجل منظمة جديد (تفقس) كل ثانية.
ما هي المواطنة؟ من نحن؟ من هم ؟ ماهو التطوع؟
نحن ملوك التطوع.
هم لايعرفون التطوع،
أين كانوا (لما كنا)، أين أصبحوا (لما تركنا). هؤلاء عملاء، و ذوك أغبياء و شوفينيون، وغيرهم مُسيسون، و وأولائك تم شراؤهم بالمال، و غيرهم تم بيعهم (بقشرة بصلة)، و ما أغلاها اليوم من الأمس (قشرة البصلة).
أين أنا كانسان سوري باحث عن سوريتي الضائعة من كل هذا الضجيج غير الهادف؟
ألست أنا المستهدف من كل هذه المنظمات المنتشرة كالأورام ؟
ولما كنت أنا بصفتي جزء من الشريحة المستهدفة عبر هذه الضوضاء لماذا لا أشعر بأي فائدة منها؟
هل لأني متشائم؟ وعلى فرض ذلك ألست بحاجة إلى منظمة لتزيل تشاؤمي؟
هل لأني متعب؟ و بما أني كذلك، ألست أريد منظمة تزيل عني هذا التعب أو تساعدني على ذلك؟
نحن اليوم أمام واقع مرير على المستوى المدني والمجتمعي، لدرجة أن الانسان السوري المستهدف من كل هذه المنظمات لا يناله إلى الاستهداف الوجداني لكسر ما تبقى له منه.
التطوع اليوم بلغة الكثيرين أصبح مقابل المال بدءاً بأقدم منظمة في سورية (قد تكون الهلال الأحمر)، و حتى أحدثها التي لا أستطيع تحديدها فمع كل حرف تولد منظمة جديدة.
قيم، مبادئ، فرضيات، احتكار، دولارات ، ورشات للتصوير في بيروت و تركيا وحديثاً روسيا
الغريب وكل الغريب تلاقي المعارض والموالي في ذات الورشة.
يلتقي المحضون بالوطن مع المحضون بحضن غيره في ذات السرير المشبوه.
يأكلون و يشربون، و يتصورون، ولدى عودة كل منهم إلى حضنه يبدؤون بالعويل والشتائم و العنف .
بالفعل ما العمل؟
أليس السياسي المختبئ بعباءة العمل المدني أشد خطورة ممن يدعي العمل المدني و هو مُسيس؟
منى غانم ، أنس جودة، الأمانة السورية للتنمية ، و مركز الأعمال السوري
وتحديداً عراب تشويه المجتمع المدني في سورية هشام خياط …
قاطعوهم .. وليضع أحدنا لهم حداً لعلهم يصرخون هم …مالعمل؟