Posts Tagged ‘الجيش’

عن الاحتياط و الاخد عسكر…و الناس يلي منها بعده شو ما ساويت بيقلك كان وكنا وليس ………,وباقي الأفعال ..الناقصة.

لسماع التدوينة الصوتية يرجى الضغط على الرابط التالي:

SoundCloud_فيشولك لاكتيرتفرح

المدون

27/11/2015

متردداً جداً في الخروج صباح هذا اليوم..هذا هو حالي.
تفتيش، وَ تفييش، وَتطفيش، هي سياسات حواجز المخابرات السورية التي لم تغفل يوماً عن تأدية (مهامها) تجاه السوريين (بإخلاص).
للضرورة أحكام أو هكذا وضعت ذريعتي لكي أتواجد في دمشق.
لم تعد تعنيني صور بشار الأسد بعد أن أصبح لدي مناعة تجاهها، حتى الحواجز كذلك، فكوني مواطن سوري أسعى للحفاظ على ما تبقى من كرامتي وأعمل لاسترد ما سلب منها، قررت أن (أطنش) في هذا اليوم حصراً.
هو الفرن المتنقل أو الميكرو باص الذي استقله عند التنقل، فالسير لساعات طويلة أصبح عقوبة قسرية في ظل الحر الشديد الذي قد يؤدي إلى (ضربة شمس).
أنهيت أعمالي في ذلك اليوم دون أن أرى وجوه قاطني دمشق فعدسة نظارتي الشمسية قاتمة جداً كظلام الواقع. لكني احفظ عن غيب أين يقع مقهى الهافانا …..نهاية شارع المتنبي بعد سينما الكندي المندثرة، فقصدته لكي استريح قليلاً.
كأس من الثلج وَ آخر فارغ، وعبوة صغيرة من المياه تبعثرت بسرعة على طاولتي.
جلست وحيداً…أو هكذا ظننت، وهي ليست المرة الأولى التي أجلس فيها وحيداً في دمشق، كما أنها ليست المرة الأولى التي أظن بها ذلك.
لم أتعود أن أنظر إلى الناس من وراء الظلام… حرارة الجو جعلتها تنزلق على وجهي فقررت أن أضع نظارتي الشمسية جانباً.. وهنا رأيت من كان يراقبني وجهاً لوجه طوال هذا الوقت.
كان ينظر إلي ببرودة القاتل المحترف ..فهل تعرف علي؟… لكني حريص جداً على عدم حدوث ذلك.

التقطت هذه الصورة بتاريخ 01/08/2015 في دمشق

التقطت هذه الصورة بتاريخ 01/08/2015 في دمشق

الآن ينظر إلى وكأنه يعرف من أنا، لكنه مازال صامتاً دون حراك .أدرت نظري مسرعاً ذات اليمين وذات الشمال لكنه ظهر في 3 أمكنة في آن واحد داخل المقهى نفسه. كيف لمجرم أن يظهر بهذه العلانية في دمشق. هل هذا مقهى الهافانا الذي أعرفه أم قاووش مجرمين؟. لم أعرف ما هو سبب التوتر الذي أصابني فعدوي أمامي يراقبني وأنا لا أستطيع فعل أي شيء سوى شرب المياه التي تبخر جزء منها، وكسر مكعبات الثلج المتبقية تحت أضراسي.
لم أرتوي أبداً، وبدء العرق يتصبب مني أكثر. أريد الانتقام من هذا المجرم أريد القصاص لكني مكبل اليدين وَ وحيد ..أو هكذا أظن..
بدء حلم اليقظة يجتاحني على أمل التخفيف من الألم. بدأت استذكر ما كان يقال عن المقهى وَمرتاديه المشهورين في أربعينات القرن الماضي، وأستحضر صوره القديمة، والجميلة في مخيلتي. استندت على أحد نوافذ المقهى وسارعت بالنظر إلى عابري دمشق وأهلها. صوت صاخب من جديد أيقظني من حلمي، فأنا أعرف هذا الصوت تماماً، لكن أصواتاً أخرى طغت عليه..إنها أبواق السيارات التي عكرت (عَكَرَ) المكان والزمان.
3 سيارات من نوع Hummer مزينة بأعلام حزب الله وايران …وسورية الأسد بدأت باجتياح الشارع قادمة من ساحة المحافظة. زعيق ونهيق كان يخرج من نوافذ السيارات ممزوج بأصوات زماميرها.. وأصوات مكبرات الصوت التي علت عليهم بصوت جوليا بطرس وهي تصرخ (أطلق نيرانك لا ترحم).
وقف العابرون ينظرون إلى هذا المشهد بالقرب من نافذة مقهى الهافانا التي استند عليها مثل أحد عصافير لعبة (Angry Birds)، حيث قال بعضهم:
” خيو اش صاير؟”
“والله معرف شنو …”
“يئصف عمرك تعالي لك بنتي بعدي عن الشارع”..” لك تعالي يلعن أبوكي. (يشتم الوالد نفسه)”.
“يمكن اليوم في شي احتفال بس ما مخبرين حدا …
“أنا من عندي بخبرك إنو مافي شي بس الشباب لازم يفضوا عن بالهم الله يحميهم “.

نظرات كثيرة تابعت هذه السيارات التي أعمت المارة بمراياها و أصمتهم بأصواتها ..الكثيرون عبروا وهم يأكلون السندويش أو يشربون العصير والمياه… لا مجال لديهم للحديث سوى بإيماءات وجوههم التي انضمت إلى وجهي فأصبحنا مجموعة من الـ (Angry Birds)، عندها فقط شعرت بضرورة الخروج من المقهى ومتابعة المشهد في الشارع لكن موظف المقهى تأخر بالفاتورة ووقفت وحيداً من جديد وجها لوجه أمام المجرم متعدد الظهور. هذه المرة لم ينجح في استفزازي فأنا أعلم تماماً ما يحدث في دمشق على الأقل أكثر منه. دفعت الفاتورة، ومضيت عائداً إلى منزلي القريب ……في الأول من آب اللهَاب ..عيد الجيش.

01/08/2015.