بدأ مصرف سوريا المركزي مرحلة جديدة، تتمثل بالتراجع عن قرارات سابقة قيّدت عمل القطاع المصرفي. مرحلة جديدة تبدو مصممة لأمراء الحرب، ورجال أعمال النظام وشركاتهم الجديدة.
“لجنة إدارة المصارف” التي يرأسها حاكم المركزي حازم قرفول، أصدرت قراراً يسمح للأشخاص الذين لم يستطيعوا تقديم وثائق توضّح كيفية استخدامهم للقطع الأجنبي المشترى في أعوام سابقة، بإجراء “تسوية” لدفع الفرق بالليرات السورية بمقدار 31 ليرة عن كل دولار، عن الفترة الممتدة بين نهاية العام 2012 ومنتصف العام 2013. القرار أعطى مهلة لـ”التسوية” حتى نهاية شباط/فبراير 2019. ويصب ذلك في صالح من تجاوز السقف المسموح لشراء القطع الأجنبي (10 آلاف دولار)، خاصة أن سعر صرف الدولار بلغ مع انتهاء العام 2012 حدود الـ100 ليرة، ليصل إلى 180 ليرة في حزيران 2013.
كما أصدر “مجلس النقد والتسليف” في سوريا القرار “رقم 172/م ن”، ليلغي بموجبه القيود المشددة المفروضة على التسهيلات الائتمانية المصرفية، سواء كانت موجهة لتمويل مواد استهلاكية أو الأعمال التجارية. وقد ألغى القرار “رقم 172/م ن” قرارين سابقين يعودان للعام 2017؛ “القرار 28/م ن” و”القرار 52/م ن”، وبذلك فُتحت البوابة مجدداً أمام المصارف السورية لمنح القروض.
“القرار رقم 172/م ن” يأتي ضمن محاولة حكومية لتطمين المصارف الخاصة وتشجيعها على مباشرة الإقراض، رغم الفشل السابق خلال السنوات الماضية. ويحاول النظام بذلك التغطية على ضعفه وعدم قدرته على تأمين الأموال اللازمة لتخديم الكثير من القطاعات. ويُظهرُ ذلك حاجة النظام لرؤوس أموال المصارف، رغم تواضعها، وذلك لتحمّل جزء من العبء المالي المترتب عليه.