Posts Tagged ‘خطط الشام’

موسوعة ضخمة ادرجها الكاتب العبقري محمد كرد علي بعبارة (خطط الشام)، فكلما بدأت بقراءتها وجدت نفسي أنانياً وأحتاج إلى مشاركتها مع الجميع، و بناءً عليه سوف أفرد تصنيفاً خاصاً في مدونتي تحت عنوان اقتباسات و أعتقد أن مؤلف خطط الشام سيكون له الحصة الأكبر في بداية هذا المشروع، فنحن كسوريين نحتاج إلى مراجعة أنفسنا و تاريخنا، كما نحتاج إلى التعرف على بعضنا البعض من جديد وبشكل راقي بعيد عن أي عنصرية أو عصبية مناطقية أو طائفية أو طبقية، وما أكثر أنواعها.

سأقوم بالنشر بطريقة سهلة وبسيطة وهي عبارة نسخ ما ورد في الخطط على شكل صور و تحميلها على المدونة و ثم نشر كل منها على موقع تويتر مع الإشارة إلى المؤلف والموضوع.

أتمنى أن تكون هذه المبادرة في محلها فرغم كل شيء نحن بحاجة إلى القراءة و التعلم من التاريخ ، ولا أعتقد أن أحداً كان منصفاً في كتاباته بشكل عام كالسوري محمد كرد علي.

عادات الدمشقيين 8-8 عادات الدمشقيين 8-2 عادات الدمشقيين 8-3 عادات الدمشقيين 8-4 عادات الدمشقيين 8-5 عادات الدمشقيين 8-6 عادات الدمشقيين 8-7 عادات الدمشقيين 8-8

دمشق 20/06/2015

محمَّد كُرْد عَلي (1293 – 1372 هـ = 1876 – 1953 م)
هو محمد بن عبد الرزاق بن محمَّد، كُرْد علي: رئيس المجمع العلمي العربيّ بدمشق، ومؤسسه، وصاحب مجلة (المقتبس) والمؤلفات الكثيرة. وأحد كبار الكتّاب. أصله من أكراد السليمانية (من أعمال الموصل) ومولده ووفاته في دمشق. تعلم في المدرسة (الرشدية) الاستعدادية.

وتوفي والده، وهو في الثانية عشرة من عمره، فابتدأ حياته الاستقلالية صغيرا. وأقبل على المطالعة والدروس الخاصة، فأحسن التركية والفرنسية، وتذوق الفارسية. وحفظ أكثر شعر المتنبي ومقامات الحريري، ثم كانت مفردات المقامات، تضايقه حين يكتب. وتولى تحرير جريدة (الشام) الأسبوعية الحكومية، سنة 1315 – 1318 هـ وكان يلتزم بها السجع في مقالاته.

ووالى الكتابة في مجلة المقتطف خمس سنوات، ابتدأت بها شهرته. وزار مصر (سنة 1319 هـ – 1901 م) فتولى تحرير جريدة الرائد المصري عشرة شهور، وعاد إلى دمشق.

ورفعت إلى واليها التركي وشاية به ففتش بيته، وظهرت براءته. وهاجر إلى مصر، فأنشأ مجلة (المقتبس) (سنة 1324 هـ – 1906 م) وقام بتحرير جريدة (الظاهر) ثم التحرير في (المؤيد) اليوميتين. وعاد بعد الدستور العثماني (سنة 1908 م) إلى دمشق، فتابع إصدار مجلة (المقتبس) وأضاف إليها باسمها جريدة يومية كانت قبل الحرب العامة الأولى مسرحا لأقلام كبار الكتاب، وناوأت دعاة الرجعية وحاربت جمعية (الاتحاد والترقي) التي كان يستتر وراءها حزب (تركيا الفتاة) العامل على تتريك العناصر العثمانية. واتهمه أحد ولاة الترك بالتعرض للعائلة السلطانية، في إحدى مقالاته، ففر إلى مصر فأوربا، وعاد مبرأ. وتكرر ذلك في تهمة أخرى، فترك الجريدة اليومية إلى أخيه (أحمد) أبي بسام، وانقطع للمجلة. واشتد جزعه بعد إعلان الحرب العامة الأولى وابتداء حملة الانتقام التركية من أحرار العرب، فأقفل الجريدة والمجلة، وكان يساق مع إخوانه شكري العسلي وعَبْد الوَهَّاب الإنكِلِيزي ورشدي الشمعة وسواهم، من نقدة نظام الحكم العثماني، ودعاة التحرر، إلا أنه أنقذته (خلاصة حديث) وجدت في القنصلية الفرنسية، بدمشق، كتبها أحد موظفي الخارجية الفرنسية، قبل الحرب، وكان قد زار صاحب الترجمة في بيته وأراد استغلال نقمته على (الاتحاديين) ليصرفه إلى موالاة السياسة الفرنسية في الشرق، فخيب كرد على ظنه، ونصحه بتبديل سياستهم في الجزائر وتونس، ومثلها (نشرة رسمية سرية) كان قد بعث بها سفير فرنسة في الآستانة إلى قناصل دولته في الديار الشامية، يحذرهم بها من كرد على ويقول: إنه لا يسير إلّا مع الأتراك، وأوراق أخرى من هذا النوع أظهرها تفتيش القنصليات في أوائل الحرب، فدعاه أحمد جمال باشا (القائد الطاغية التركي) إليه، مستبشرا، وأعلمه بها، وأنذره أن عاد إلى المعارضة ليقتلنه هو بيده، بمسدسه (أخبرني بذلك يوم حدوثه) وأمره بإعادة الجريدة، ومنحه مساعدة مالية، فأعادها، ثم ولاه تحرير جريدة (الشرق) التي أصدرها الجيش. وأمضى مدة الحرب مصانعا بلسانه وقلمه، وظل يخشى شبح (جمال) حتى بعد الحرب. وفي مذكراته ما يدل على بقاء أثر من هذا في نفسه إلى آخر أيامه. وانقطع إلى المجمع العلمي العربيّ، بعد إنشائه بدمشق (سنة 1919) أيام الحكومة العربية الأولى، فكان عمله فيه بعد ذلك أبرز ما قام به في حياته. وولي وزارة المعارف مرتين في عهد الاحتلال الفرنسي. (المزيد…)